لقد إنتقلت المدونة إلى الوردبرِس كليًا

لقد إنتقلت مدونة وساميات كليًا إلى الوردبرِس تابع الجديد من التدوينات هناك

الخميس، 13 يونيو 2013

"علشان هكي انتَ راقي"


لست مؤمنًا بأن للعرق أي دور في تكوين البشر من ناحية التفكير والتصرفات، فالامر هو نتاج لاسلوب حياة تراكمي يخلق للانسان فكر معين يكمل به مشوار حياته...
في يومٍ من الأيام الحارة في شهر ابريل من إحدى الأعوام وبينما كنت في حصة "الورش الهندسية" إحدى أثقل المواد واكثره حشوًا دون فائدة، وفي إحدى المدارس الطرابلسية المزودة بأجهزة التكييف لكنها منظر فقط، وبينما تستمر مُدرسة المادة في سرد وتلاوة ما يقع أمام ناظريها في كتاب المادة، يفتح باب الفصل مقاطعًا صخب الملل والانتباه المصطنع من الطلاب الازيد من ال30 في ذلك الفصل الصغير...
- معليش يا أبلة، نبو شوية معلومات من الطلبة...
المتحدث هم مجموعة من مكتب "الخدمة الإجتماعية" في المدرسة، شرحوا لنا ما يريدون، إم الأب والأم وجنسية كليهما واخيرًا اسمك وزعت الاوراق وبدأ الطلاب في تدوين المعلومات...كلٌ حريص على ان يكتب المعلومات بسرية ويخفي ما يكتب... فيحني ظهره ويمد ذراعه بما يعيق زميله من مشاهدة ما يكتب... شارف الجميع على الإنتهاء، وبدأ دافع الفضول على مُدرستنا الفاضلة... "فالقصقصة لا دين لها"، تقترب كل مرة من طالب وتشاهد ما دّون من معلومات وتسأله اسئلة من نوع : 
- امك انت اللي تقري في مدرسة الفيحاء؟ 
- شن يقربلك فلان ولد علان؟ 
- انت آل فلان اللي في منطقة كذا؟ 
واستمر هذا النوع من الاسئلة، إلى ان وصل دوري في هذه الجولة التفتيشية... أخذت قصاقة الورق مني بعد ان فرغت من تدوين كافة المعلومات المطلوبة، إستوقفها جنسية أمي... أمي مغربية، نظرت إلي بذهول وعينين متسعتين ’’ أمك مش ليبية، علشان هكي أنت راقي!!‘‘ بعد جملتها تلك سكتُّ عن الكلام لوهلة، وأبتسمت إبتسامة عريضة وقلت لها بضحكة "علشان هكي.."!
 ما علاقة العرق بالاخلاق أو نمط الحياة يا قوم! 
غريبٌ أمركم...

السبت، 8 يونيو 2013

مما تخافون الآن؟!

صورة من ويكيميديا كومنز

الريبة، تدفع الإنسان للخوف.. وبالتالي إلى الإحتراز والتطفن وحسب كل خطوة يخطوها، لهذا التخوف والخوف أمر طبيعي وصحي في العديد من الأحيان.
في ما مضى من السنون، كانت سيارات "الأمن" تجوب الشوارع والآزقة مع طلوع الفجر وتلملم كل مشتبه فيه بأنه إرهابي أو بالأحرى "زنديق" لعل الغريب ان يتم الإعتراف بهذه الجريمة من قبل فاعليها انفسهم قبل وقتٍ قليل من تحسسهم لكراسيهم للوهلة الأخيرة قبل ان سقطوا عنها، عمومًا... في ذاك الوقت كان عدد كبير من الأهالي يمنع ابنائهم من الخروج واداء الصلاة بالمساجد تحوطًا وتخوفًا عليهم من "الأمن".

اليوم، يصيح شيخٌ من على منبره " مما تخافون الآن، مما تخافون الآن بعد أن سقط الطاغوت وكنتم تدّعون بانكم لا تريدون ان ترسلوا ابنائكم للمساجد تخوفُا عليهم من رجاله"، على رسلك يا شيخ لما الغضب... لما الاغضب من أسر خشيت على أبنائها منكم، لا تقل لي أنكم ملاك على الارض... فصورتكم البيضاء بدأت تهتز ولطختموها بمتناقضتكم وتهجمكم على بعض تكفر الاخواني والاخر يكفرك وتكفرون ذاك الاشعري او الصوفي وهكذا دواليك...

كيف تريد يا شيخ من تلك الأم أو ذاك الأب الذي رأى مصير إبن الجيران الذي قتل في سوريا او العراق وافغانستان... هل تريد من الوالد ان يثق في من يرسل إبنه إلى الموت... أيعقل ان يثق الوالد في من سيغرر ويغسل عقله إبنه، من سيفق إبنه الإنسانية...

أعلمت مما يخشى الأهالي الآن؟، إنهم يخافون على ابنائهم منكم... نعم يخافون منكم لأنكم تحبذون الدمََّ على السلام، ما عدتم تتحدثون عن السلام والعفو والمساواة... كل خطبكم مملوءة بالكراهية والدم!

أعلمت يا شيخ مما يخافون الآن؟

جهاد الأطفال ياشيخ... جهاد الأطفال!

السبت، 1 يونيو 2013

برقة إقليمًا فيدراليًا!


برقة إقليمًا فيدراليًا، هذا ما كان في جعبة السيد الزبير السنوسي اليوم خلال الإحتفالات التي كانت بمدينة المرج بمناسبة الذكرى الرابعة والستون لإستقلال وقيام “إمارة برقة” لتصبح ثامن دولة عربية مُشتقلة آنذاك، مناسبة عظيمة رافقها إعلانٌ جلل، إعلان إقليم برقة إتحاديًا فيدراليًا في إطار دولة ليبيا من جانب واحد هو أمر لا يمكن القبول به رغم كم الإيجابيات الذي تُلي في البيان…

في عام 2012 عندما اُعلن الزبير عن قيام “مجلس برقة الإنتقالي” هجومًا شرسًا وحاد، ولعلي كنت من هؤلاء ولكن لفترة قصيرة فقط!، اليوم أنا مقتنع تمام الإقتناع بان الفيدرالية “حل” مطروح ولا شيء مطروح امام ليبيا ما يسمى بـ”الحل” ، عمومًا فان طرح ذاك العام واعلان الفيدرالية من جانبٍ واحد لم ينجح رغم ان الاعلان كان صائبًا في جله… فالفيدرالية ليست “كفرًا” وما صاحب ذلك الإعلان بعدم الإعتراف بـ”الاعلان الدستوري” كان عين الصواب لما يحتويه ويعتريه ذلك البيان من كوارث!

اليوم اعلنت الفيدرالية لمرة ثانية ولكن بشكل اكثر جدية وبمعارضة أقل شراسة فالحدث جاء بسليمة تامة ودون تهديد بالسلاح كما حدث في طرابلس لفرض قانون العزل السياسي على سبيل المثال!، في هذا الإعلان الجديد ايضًا كما السابق الإعلان كان مليئًا بالإيجابيات أولها عدم الإعتراف باي قانون او قرار صادر تحت تهديد السلاح، وهنا يعيد المجلس مواقفه الصائبة كما سبق ان ذكرت برفضه للاعلان الدستوري المشوه العام المنصرم، الإعلان هذا العام جاء باشياء أكثر ميزة فجاء الإعلان مقرونًا بكفالة حقوق الإنسان والأطفال والأبرز من هذا هو حقوق المرأة “المجاهدة” لمنافسة اخيها الرجل في المناصب القيادية كما جاء نصًا، رمزية أخرى جاءت اليوم هي مشاركة زوجة السيد الزبير السنوسي في الحفل وجلوسها معه جنبًا لجنب ليزيد من دلالة تقدير مكانة المرأة عند دعاة الفيدرالية!.

ما تم اليوم ليس عندي أي إعتراض عليه لولا أنه جاء دون أي استفتاء يعطي الشرعية لهذا الأمر، ليس عندي ما اقول اكثر من ذلك في الوقت الحالي!.