الجميع… أو بالأحرى غالبية الشعب الليبي يرفض أن تكون تكون ليبيا الحلم دولة ثيوقراطية يَحكِمُ فيها بشـر ماهم إلا مثلنـا يخطيء ويصيب بإسم الدين… بإسم الله, لكن هنالك من يُصر على هذه الفكرة ويدعمها بقوة! مفتي الديار الليبية؛ فضيلة الشيخ ’’الصادق عبدالرحمن الغرياني‘‘ كان ولا يزال يتدخل في العديد من المواضيع والشؤون المحلية حتى إنه فقد التأييد الشعبي له ونُسيَ رصيده النضالي إبان ثورة الخامس عشر من فبراير وماقبلها حتى في أوج جبروت نظام القذافي السابق, الغرياني قد أسقط الوقار او دعونا نقول الإحترام الذي إكتسبه من فئة كبيرة من الشارع بسبب مواقفه “التدخلية” في العديد من الأحداث والمواضيع مع غياب واضح له في مايمكن ان نقول انه كان له دور مأمول في حلها.
حضور الغرياني كان بارزًا في إنتخابات يوليو الماضية لحث المواطنين وخاصة اولئك الذين كفروا بالعملية الإنتخابي والديمقراطية لانها “صنيعة الغرب” وهي حرام ….والخ, وهي خطوة مباركة من الشيخ, ولكن في نفس الوقت قد افتى بتحريم التصويت لتحالف القوى الوطنية, كونهم تحالف ليبرالي علماني يستهدف الدين والخ, وهذه الفتوى قد زادت من تأجيج الرأي العام ضده, ايضًا, ظهور الغرياني في تحريم الطرح الفيدرالي اشاط نار الغضب في لمن يدعُون الة تطبيق الفيدرالية في المنطقة الشرقية وايضًا تحريمه لتظاهرة الجمعة التي تلت جمعة إنقاذ بنغازي بمدينة طرابلس والقبض على أحد المتظاهرين فيها من قبل اللجنة الأمنية العليا لمدة ساعات بسبب معارضته للغرياني, كذلك إصدار فتوى بتحريم مشروع خيري كان يعد له مجموعة من اهالي طرابلس لإعداد اطول مائدة طعام في العالم لتُمثِل رمزية “الوحدة الوطنية” وإطعام الفقراء كونها “إسراف وتبذير” حسب فتوى الشيخ.
مع هذه الفتاوى السابقة تغّيب الغرياني في أحداث هامة كان يجب عليه ان يكون سباقًا لحلحلتها او اصدار بيان يستنكرها كالاغتيالات التي اصبحت شبه ممنهجة ان لم تكن كذلك في بنغازي, وانتهاكات حقوق الإنسان في السجون, وايضًا أحداث بنغازي الاخيرة التي راح فيها شباب بنغازي في موقعة المديرية والكثير الكثير من الأحداث التي غاب فيها الغرياني إلا انها كان دائمًا حاضرًا وبقوة في المشهد السياسي فتارة يرسل ببرقية الى وزارة التعليم لتغيير منهج التربية الوطنية الجديد بسبب التعريف الغربي لكلمة الديمقراطية وكون المنهج يربي الشئ على ثقافة علمانية غربية, واليوم يخرج الغرياني للشاشة لتحريم الخروج في مظاهرة ” بنغازي لن تموت” التي قال عنها المظاهرة المشبوهة والتي ترتبط بجمعة بنغازي الدموية في ال21 من شهر سبتمبر الماضي وقال ان الالتفاف على الديمقراطية والمطالبة بإسقاط مجلس بنغازي المحلي الذي قد انتخب انتخابًا مباشرا ديمقراطيا شفافا امر لا يمكن ان يقبل به عاقل… الغرياني لم يكتفي بأن يُحرم الخروج في تظاهرة الجمعة فقط بل طالب ان تخرج بنغازي للمطالبة بالعزل السياسي كونها هي المصلحة الوطنية… هنا اسأل فضيلته هل تعتقد أن بنغازي اليوم في حالة تسمح لها ان تضع الاولوية في العزل السياسي او غيره وهي كل يوم تجرح جرحًا جديدًا وقد بُحت حنجراتها من الصراخ أعيدوا أمني… ايها الشيخ الفاضل دع السياسة للساسة والدين لأهل الدين … ولا تفسروا حديثي على اهوائكم ياسادة وتقولون عني علماني كافر مرتد يريد عزل الاسلام عن الدولة فقد تم إستهلاك هذه العبارة ومضغها إلى أن مللنا منها.
نسأل الله الهداية والعفو…. الهم آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق