صورة توضيحية غير رسمية |
بعد نهاية صيام تمتد بين 30 يوماً قد ينقص يوماً ولايزيد ... يصبح من الحتمي ان تبحث عن هذا الرغيف اللذيذ المصنع بمخابز سوداء كالدقيق ومسبوكة بشكل عجيب ... والاجمل انك تأكلها بفخرٍ شديد .... وتختمها بحمد الله.
مكمن الفرس يكمن في الحصول على هذا رغيف الخبز هذا... الذي يجبرك على الانتظار في طابور قد تصل لفترة ساعة بل واحيانًا يزيد! في هذه الساعة تتأمل في الشارع الخاوي وتتحسس ارتفاع الحرارة رغم ان الطقس صحو ومتعدل جميل لكن الشمس التي تستريح اشعتها على خصلات شعرك السوداء أو "صلعتك" الملساء تؤتي أكلها ... بعد ان تمر الدقائق تستمع الى صوت خطوات تقترب صوبك من بعيد وليس في هذا شك فبنغازي صبيحة العيد مهجورة, الكل نيام ... والنوم سلطان هذه الايام!.
’’..السلام عليكم‘‘ بهذه التحية يخترق الضيف الجديد الذي اصطف ورائي الصمت المهيب, ليجيبه الجميع برد التحية, بعدها بقليل يبدأ حديثه بتململ : يستر الله على البلاد ....فيصمت قليلاً ثم ليعود متحدثاً على تجارب حياته ويوزع فلسفاته ونظرياته وليس في هذا بالطبع شيء معيب .... يبدأ بالحديث عن تجربته في اوروبا وكيف انه "هاجر لالمانيا" وراى وعاش بينهم وكيف يسري النظام بين الجميع, نسمة هواء عليل تحمل معها كيساً بلاستيكي تجعله يحلق ويطير ليتذكر السيد الفاضل كيف انه في المانيا لم يرى القمامة في الشوارع ويسرد الغرامات من اجل ذلك, فيردُ عليه احدهم ان شاء الله خير ... كانت هذه الكلمة كافية لفيلسوفنا العظيم بان يتقدم ويصافح ذلك الرجل ذو وجهٍ قد ملأته التجاعيد ويبدأ معه تحية الود ويستمر في الحديث, ’’... في المانيا يكون الراتب للمواطن أعلى من الأجنبي ...عار علينا ان يكون راتبنا اقل من الاجانب الذين يعملون في ليبيا..!‘‘ ثم يتذمر من إستجلاب العمالة المصرية ويشيد بالعمالة من بنغلاديش ... ويستمر بالقفز بين المواضيع في تلك السويعة... مامن موضوع الا ويفتح وكثيراً منها يفتح دون ان يتم اقفاله فيتم التغير من موضوع الى موضوع من منتصفه... ثم فجأة صوت عجلات عربة من داخل المخبز تجر معها بعض من الخبز صوتها يصبح قريب فقيول فليسوفنا الخبير: تالله ان الخبز الذي يصنع في البيت خير منه بكثير ويستعرض كيف انه كان يصنع رغيف خبزه بنفسه في المانيا توفيراً للمال وانها كانت جيدة جداً.
عمومًا ما إن تصطدم عربة الخبز تلك بالباب الحديدي يتحصل سيدنا الفيلسوف بكيس به عدد من الخبز تاركًا ورائه طابوراً طويلي لايزال عدده يزيد ... اما هو فقد "حسبها صّح"!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق