بعد أن خرج فيديو التعذيب واثار صداه في الوسط الاعلامي والاجتماعي كنت بصدد ان ادّون حول الأمر لاسيما انني كنت معارضًا بشدة لما يحدث في السجون والمعتقلات منذ البداية, واشرت للموضوع العديد من المرات في تغريدات على تويتر، لكن موقعة المديرية التي جاءت اليوم لتظهر كم أن أهالي بنغازي كانوا واعين ويستشرفون بما سيحدث وسط تعنت الحكام والمسؤولين.
تظاهرة إنقاذ بنغازي العظيمة في الحادي والعشرين من اكتوبر الماضي التي تم تخوين اهل بنغازي فيها والصقت فيهم اشنع
النعوت وابشع التهم بل وتكفيرهم تارة، فقط لأنهم خرجوا على المليشيات المؤدلجة مدججة السلاح، لم يعد هنالك غشاوة فالامر اصبح جليًا وبزغ فجر الحقيقة ان تيارًا سياسيًا يكافح من أجل إعدام الجيش والشرطة بكافة السُبل، ليس من الخفي ان بعضًا من مشائخهم قد كفر الشرطة بل واستحل دمهم، وهنا يكمن السؤال لماذا العداء للشرطة يصيح أحدهم ان الشرطة مارست إنتهاكات لحقوق الانسان وتعرض أهالي مدينة بنغازي الحبيبة المتمردة لابشع جرائم التعذيب… هنا أسال هل من اجرم بحقنا هو جهاز الأمن أم افراد منهم؟, هل علينا ان ننسف هذا الجهاز؟, كيف سنأمن على أنفسنا!؟
اليوم نحن نعيش في شرعية الغاب, الكل يتسلح ويعلن تشكيلاً مسلحًا خفيًا كان او معلنًا ليدافع عن نفسه واقاربه ومصالحه وهكذا دواليك، التشبت بعدم وجود قوات الأمن هو فقط للحفاظ على البيئة التي تنمي وتزيد من الوضع سوءً وخطورة؛ نعم لتجديد الدماء في الجهاز الأمني… وهذا الأمر جاري بالفعل فمعظم القوة في الجهاز “ان جاز تسميتها بالقوة اصلاً” هي من العناصر الشابة الجديدة… هل بالفعل لايزال من يُطلق عليهم ب”الازلام” يتواجدون هل باستطاعتهم ان يتواجدون بالاصل في ظل موجة التصفية التي طالتهم المنسوبة الى يومنا هذا لطرفٍ مجهول، الاغرب من هذا كُلهً يكمن في السلطة المحلية الحاكمة!
محلي بنغازي الذي جاء عن طريق إنتخابات نزيهة وشفافة لكنها غير مكتملة ديمقراطيًا لجهل معظم الناخبين عن من انتخبوهم لم
يلبوا حتى الآن رغبات الشارع الناخب… قرارات المجلس التي كانت جلها تتلقى المعارضة في الشارع والتي تراجع عن جلها ايضًا بسبب غضب وضغط الشارع والمجتمع المدني، محلي بنغازي لايمثل اهالي بنغازي…. هكذا اراد اعضاء المجلس ان يقرروا فاهالي المدينة الذين خرجوا مطالبين بالجيش والشرطة يخالفهم السادة اعضاء المجلس برغبتهم في استمرار المليشيات المؤدلجة وسحب صلاحيات الشرطة فالإعتقال هو أحد الاختصاصات الاصيلة للجهاز، لقد سقطت ورقة التوت عن مجلس محلي بنغازي بعد ان سقط القناع في مواقف عديدة سابقة الاحداث المتوالية تُعري المجلس المحلي المطلوب اليوم هو إسقاط هذا الكيان الذي يتلاعب بارادة اهالي المدينة وإسقاط المليشات المؤدلجة التي تحمي نفسها وتدّعي زورًا بانها في خدمة الوطن لكن باطل ولعل عدم حماية المديرية وغيرها خير دليل على ذلك.
نحن نحتاج الان الى قرارات صارمة حاسمة بحل المليشيات اكررها للمرة الالف وإعلان حظر التجول في ساعات الليل وتكثيف الوجود الأمني بالمدينة وتنفيذ خطة “المجاهرة بالامن” بفعل.
لن انسى أن اتحدث عن موضوع “الفزاني” الذي وصف بانه عذب وأختطف من قبل مديرية الامن الوطني بنغازي فقط الحديث
- بهذه الطريقة يثير الريبة فمنذ متى واصبح الاعتقال والقبض من قبل جهاز الشرطة يعد اختطافًا ؟ ولماذا لم نسمع ذلك من هؤلاء عندما كانت المليشيات تعتقل وبشكل تعسفي ولاسباب شخصية في معظم الأحيان!, المسألة التي في غاية الخطورة هي قضية التعذيب فممارسة التعذيب من قبل جهاز الأمن ان صحت الرواية وتبث لابد ان يقد مرتكبها للقضاء بشكل عاجل حتى يعتبر
- زملائه وحتى نقضي على ظاهرة التعذيب وانتهاك حرمة الجسد في الاجهزة الرسمية الامنية لليبيا الجديدة إنتهاكات حقوق الانسان ارتكبت وبشكل فظيع من قبل عدد من المليشات التي مُنحت الشرعية بل يكاد اسلوب التعذيب إلى ان يأخذ نمط التعذيب الممنهج, ينبغي ان تكون من ضمن عقيدة ومفاهيم واسلوب رجل الامن طريقة الإستجواب بالطرق الصحيحة والحصول على الاعترافات دون تعذيب, لذا فاعيد واكرر انه ان كان مايروج له بأنه قد تم تعذيب احد المواطنين فعلاً من قبل الجهاز فينبغي ان يحاسب مرتكبي هذه الجريمة النكراء وايضًا كفانا دمًا وليتوقف مروجي الفتن والاشاعات فالمديرية لم تعدي على المتظاهرين بل هم من اعتدوا عليها واهل بنغازي ادرى بذلك, بنغازي توجه النداء الأخير!.
حفظ الله بنغازي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق