بنغازي (ارشيف) |
في ليلة الخامس عشر فبراير من العام الأول من العقد الثاني للقرن الواحد والعشرون , تنطلق الشرارة من بنغازي شرارة توهجت رغم برودة الطقس كذلك كانن العزوم والقلوب فقد انهكت بعد اربع قرون ! فيها أُعلن صراحة أن بنغازي ثارت وليبيا كلها على خطاها بانهم لايريدون دولة البطش والجبروت دولةً حرمتهم من حقوقهم وسلبتهم من إنسانيتهم , دولةً إشترت السلاح لتبطش به أبنائها لا لتدافع به عن تراب البلاد .
اليوم اصبح واضحاً للعين ان الثورة قد سرقت برضى الشعب الذي قال بدايةً انه لن يسمح بسرقة الثورة ... كلمتين من العصر الجاهلي هنا وكلمة هناك جعلت منا ننحرف من الدولة المدنية دولة الحريات والحقوق المنشودة , إلى الإتجاه لدولة تتسم بالعنف والإرهاب والتصفية, في كل يوم نستمع لخبر إختطاف أو إعتداء للاسف من جهات " مشرعنة " من قبل حكومة الظل التي اثرت على نفسها الظهور تحت الأضواء فتلك ليست بئتها طالما هنالك شخصيات آخر بإمكانها أن تعلق بالخيوط وتتحرك كما يتحرك الروبوت بآوامر مباشرة دون ان يقرر مصير حتى نفسه !
اليوم جيشٌ مستعد يطوق مدينة "الأزلام" ويرسم في مخيلته بسمات أطفال الوطن الذين سينتظروه عندما "سيطهر" المدينة المليئة بالجراثيم كمل قال دكتور العيون السوري ! , وبالامس فقط كنا في بنغازي خرج معظمنا يطالب بتأسيس الجيش والشرطة وإنهاء ما اطلقنا عليهن " ميليشيات مؤدلجة " سلفية كانت ام علمانية او حتى جهوية كـ’’مجلس برقة العسكري‘‘.
هنيئاً لنا بدولة عسكرية تصنف مواطنيها بدرجات , وتميز بينهم وتقضي علي المساواة وتحرب الفكر الآخر وتقصيه بدلاً من ان تحتويه ليكون معول بناءٍ لا هدم ! , سنستمر في ظلمهم ونستمر حتى يطفح الكيل وينفجر بركانهم كما انفجر بركاننا قبلهم من ظلم من يحبون وتعذيبه لنا , والله خير ناصرٍ للمظلومين ... أو نرضى بما لانرضاه لانفسنا لغيرنا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق