|
صورة من ويكيبيديا |
هل سمعت عن بلاد العجائب؟ بالتأكيد لا.. فمهما وصلك من خبر عن عجائب بلدٍ ما على هذه الارض فأنت حتمًا لم ترى أعاجيب هذه البلاد المدهشة إنها وبحسب كرت تعبئة رصيد الخليوي مصدر الإبهار إلى أن تساءل العالم ’’من هذا الشعب الرائع؟‘‘.
كُنا سباقين منذ القِدم في الاعاجيب فصُنع نهر سمي النهر الصناعي العظيم ولقبه العقيد بالاعجوبة الثامنة ولا ادري بالضبط إن تعجبنا من التسمية أو بها اعجبنا, المهم ان مصدرها عجب, بلاد العجائب موطني قومها لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب, أو حتى رجبان! ما شأننا بالماضي الآن.. لنتحدث عن الحاضر.. هل سمعتم بالانقلابات؟
في بلادنا العجيبة يا عزيزي الانقلابات مثل السراب, لا شيء على الواقع لكنه انقلاب الوهم يعرض على التلفزيون وانتهى الامر هنا, لدينا انقلاب كل 30 ساعة تقريبا وبعدها بساعة تخرج السلطات لتعلن إحباط عملية الانقلاب بفضل جهاز الاستخبارات.
هل سمعت عن جهاز استخباراتنا؟ انه من أقوى اجهزة الاستخبارات في الوجود، يشعر بمحاولات الإنقلاب من على بعد اميال لكنه ضعيفٌ تجاه الإغتيالات والتفجيرات, لنكن صرحاء الجهاز صمم خصيصًا للانقلابات, ثم ان من يفجر ويغتال لديهم اسلحة ودبابات.. كما قال عضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان ذاك فما شأن استخبارتنا بهم!.
الامر غير المثير للتعجب بتاتًا هو التذمر من الفساد، في الوقت ذاته تجد نفس هذا المواطن غير العجيب ينتظر راتبه الشهري وهو جالس امام التلفاز في بيته ولا يتردد يومًا في الاستعانة بواسطة لقضاء حاجةٍ ما.
نطالب بحقوق الانسان ونظهر معارضتنا للتعذيب في سجون العقيد ونمارسها لليوم بإسم الثورة والشهداء والانتقام, نتعاطف ونتألم ونحزن ونتأسف على شخص ما, وسرعان ما نتراجع عن ذلك فهو ليس انسان "مثلنا" فهو منهم وليس منّا، علينا ليس عليهم, هكذا يقرر حتى من سموا أنفسهم بالمدافعين عن حقوق الانسان.. حقوق انسان يُصر الناشطون باسمها على سلبها..
ولا ادري بعد ان كان هذا امرٌ عجيب فينا ام لا!, ولكن ان لم تتعجب فلا بد انك ستتعجب ان نظرت بعينيك..
رسالة إلى صديقي الذي يبحث عن دولة العجائب.
February 22nd